قد ثبت لنبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم حياةٌ برزخية أكمل وأعظم من غيره تحدّث عنها بنفسه تثبت اتصاله بالأمة المحمدية ومعرفته بأحوالها واطلاعه على أعمالها والأحاديث في هذا الباب كثيرة
فمنها عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام) صححه الألباني في " صحيح الترغيب " [1664] وقال المنذري: رواه النسائي وابن حبان في صحيحه أ هـ من الترغيب والترهيب (ج2 ص498) قلت: ورواه إسماعيل القاضي وغيره من طرق مختلفة بأسانيد صحيحة لا ريب فيها إلى سفيان الثوري عن عبد الله بن السائب عن زاذان عن عبد الله بن مسعود وصرح الثوري بالسماع فقال: حدثني عبد الله بن السائب هكذا في كتاب القاضي إسماعيل وعبد الله بن السائب وزاذان روي لهما مسلم ووثقهما ابن معين فالإسناد إذاً صحيح
ومنها عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم ووفاتي خير لكم تُعرض أعمالكم علىَّ فما رأيت من خير حمدت الله وما رأيت من شرّ استغفرت الله لكم) قال الحافظ العراقي في كتاب الجنائز من طرح التثريب في شرح التقريب: إسناده جيد[1]
وقال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد ج9 ص24: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح وصححه الحافظ السيوطي في المعجزات والخصائص وكذا القسطلاني شارح البخاري ونص المناوي في فيض القدير ج3 ص401 بأنه صحيح وكذا الزرقاني في شرح المواهب للقسطلاني وكذا الشهاب الخفاجي في شرح الشفا ج1 ص201 وكذا الملا على قاري في شرح الشفا ج1 ص201 وقال رواه أيضا الحارث ابن أسامة في مسنده بسند صحيح وذكره ابن حجر في المطالب العالية (ج4 ص22) وجاء هذا الحديث من طريق آخر مرسلاً عن بكر بن عبد الله المزني ورواه الحافظ إسماعيل القاضي في جزء الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه الشيخ الألباني: مرسل صحيح وصححه الحافظ ابن عبد الهادي مع تعنته وتشدده في كتابه الصارم المنكي فالحديث صحيح لا مطعن فيه وهو يدل على أن النَّبي صلى الله عليه وسلم يعلم أعمالنا بعرضها عليه ويستغفر الله لنا على ما فعلنا من سيء وقبيح وإذا كان كذلك فإنه يجوز لنا أن نتوسل به إلى الله ونستشفع به لديه لأنه يعلم بذلك فيشفع فينا ويدعو لنا وهو الشفيع المشفع صلى الله عليه وآله وسلم وزاده تشريفاً وتكريماً وقد أخبر الله في القرآن أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم شهيدٌ على أمته وذلك يقتضي أن تُعرض أعمالهم عليه ليشهد على ما رأي وعلم
قال ابن المبارك: أخبرنا رجلٌ من الأنصار عن المنهال بن عمرو أنه سمع سعيد بن المسيب يقول (ليس من يوم إلا يعرض فيه على النبي صلى الله عليه وسلم أمته غدوةً وعشيًّا فيعرفهم بأسمائهم وأعماله فلذلك يشهد عليهم ويقول الله تعالي {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً}
ومنها: عن عمار بن ياسر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (إن الله وكل بقبري ملكا أعطاه الله أسماع الخلائق، فلا يصلّي علىّ أحدٌ إلى يوم القيامة إلا أبلغني باسمه واسم أبيه هذا فلان بن فلان قد صلّى عليك) رواه البزار وأبو الشيخ ابن حبان ولفظه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله تبارك وتعالي وكل ملكاً أعطاه اسماء الخلائق فهو قائم على قبري إذا مت فليس أحدٌ يصلّي علىّ صلاةً إلا قال: يا محمد صلّى عليك فلان بن فلان قال: فيُصَلّي الربُّ تبارك وتعالي على ذلك الرجل بكل واحدة عشرا)[2] أ هـ. من الترغيب (ج2 ص500)
ومنها عن عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أيمن عن عبادة بن يسيّ عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أكثروا الصلاة على يوم الجمعة فإنه مشهودٌ تشهده الملائكة وإن أحداً لن يصلّي علىّ إلا عُرضت علىّ صلاتُه حتي يفرغ منها قال: قلت وبعد الموت؟ قال: وبعد الموت إن الله حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء فنبيُّ الله حيٌّ يُرزق] [3] أي رزقاً معنوياً كقوله تعالى للشهداء {أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}
ومنها عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله وسلم قال (ما من أحد يسلم علىّ إلا ردَّ الله علىَّ رُوحي حتي أردَّ عليه السلام)[4] قال الألباني : إسناده حسن وقال الشيخ ابن تيمية هذا الحديث على شرط مسلم وقال : وفي مسند ابن أبي شيبة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من صلى على سمعتُه ومن صلى على نائياً بُلّغته)[5] و قال الحافظ في الفتح وسنده جيد
وفي النسائي وغيره عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال (إن الله وكل بقبري ملائكة يبلغوني عن أمتي السلام). إلى أحاديث أخري في هذا الباب متعددة أ. هـ اقتضاء الصراط المستقيم ص 324
وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند أبي يعلي في ذكر عيسي: (ولئن قام على قبري فقال: يا محمد لأجيبنه) قال الألباني في " السلسلة الصحيحة وذكره الحافظ ابن حجر في المطالب العالية 4/ ص23 بعنوان (حياته صلى الله عليه وسلم في قبره)
عن يزيد المهدي قال لما ودّعت عمر بن عبد العزيز قال: إنَّ لي إليك حاجة، قلت: يا أمير المؤمنين كيف تري حاجتك عندي؟ قال: (إني أراك إذا أتيت المدينة سترى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فأقرئه مني السلام)
وعن حاتم بن وردان قال: كان عمر بن عبد العزيز يوجِّه البريد قاصداً من الشام إلى المدينة ليقريء عنه النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم السلام ذكره القاضي عياض في الشفاء في باب الزيارة (ج2 ص83)
وذكر الخفاجي: كان من دأب السلف أنَّهم يرسلون السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ابن عمر يفعله ويرسل له عليه الصلاة والسلام ولأبي بكر وعمر رضي الله عنهما ورسول الله صلى الله عليه وسلم وإن كان يبلغه سلام من سلّم عليه وإن كان بعيداً عنه، لكن في هذا فضيلة خطابه عنده، وردّه عليه السلام بنفسه[6] أ. هـ
روي الإمام الحافظ أبو محمد عبد الله الدرامي في كتابه السنن - الذي يعتبر من كتب الأصول الحديثية الستة - قال: أخبرنا مروان بن محمد عن سعيد بن عبد العزيز قال: لما كان أيام الحرة لم يؤذن في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثاً ولم يقم ولم يبرح سعيد بن المسيب من المسجد وكان لا يعرف وقت الصلاة إلاَّ بهمهمة يسمعها من قبر النبي صلى الله عليه وسلم فذكر معناه[7] أ. هـ
ذكر الشيخ ابن تيمية هذه الوقائع في معرض كلامه عن اتخاذ القبر مسجداً أو وثنا يُعبد ثم قال (ولا يدخل في هذا الباب ما يروي من أن قوماً سمعوا ردَّ السلام من قبر النَّبي صلى الله عليه وسلم أو قبور غيره من الصالحين وأن سعيد بن المسيب كان يسمع الآذان من القبر ليالي الحرة ونحو ذلك)[8] أ. هـ[9]
ثم قال في موضع آخر: وكذلك ما يذكر من الكرامات وخوارق العادات التي توجد عند قبور الأنبياء والصالحين مثل نزول الأنوار والملائكة عندها وتوقي الشياطين والبهائم لها واندفاع النار عنها وعمن جاورها وشفاعة بعضهم في جيرانه من الموتي واستحباب الاندفان عند بعضهم وحصول الأنس والسكينة عندها ونزول العذاب بمن استهان بها فجنس هذا حق ليس مما نحن فيه وما في قبور الأنبياء والصالحين من كرامة الله ورحمته وما لها عند الله من الحرمة والكرامة فوق ما يتوهمه أكثر الخلق لكن ليس هذا موضع تفصيل ذلك[10] أ. هـ
[1] كذا قال العراقى فى طرح التثريب ج3 ص297 وقال فى تخريج الإحياء: رواه البزار من حديث ابن مسعود: ورجاله رجال الصحيح إلا أن عبد المجيد بن أبى داود - وإن أخرج له مسلم ووثقه ابن معين والنسائى – قد ضعفه كثيرون. قلت: هذا الكلام منقوص بكلامه فى طرح التثريب وهو المعتمد،لأنه من أواخر كتبه. وبه ظهر أن هذا هو حكم العراقى فى المعتمد فلينتبه لذلك. وقد صنف العلامة المحدث الشيخ أبو الفضل عبد الله الغمارى رسالة فى هذا الموضوع سماها: (نهاية الآمال فى صحة وشرح حديث عرض الأعمال)[2] رواه الطبراني في الكبير بنحوه [3] رواه ابن ماجه في السنن. وفي الزوائد هذا الحديث صحيح إلا أنه منقطع في موضعين لأن عبادة روايته عن أبي الدرداء مرسلة قاله العلاء وزيد بن أيمن عن عبادة مرسلة قاله البخاري ا.هـ سنن ابن ماجه (ص 524)[4] رواه أبو داود كذا في الترغيب (ج2 ص 499) [5] رواه الدار قطني [6] من نسيم الرياض للخفاجي ج3 ص516 وذكره الفيروزابادي في الصلات والبشر ص153 [7] من سنن الدرامي ج1 ص44 [8] إقتضاء الصراط المستقيم 373 لشيخ الإسلام ابن تيمية [9] وقد ذكر الإمام الشيخ/ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فى كتابه (أحكام الموت) - نصاً يؤيد بعض هذه الوقائع - قال أخرج ابن سعد عن بن المسيب أنه كان يلازم المسجد أيام الحرة الناس يقتتلون قال: فكنت أسمع أذاناً يخرج من قبل القبر النبوي. كذا فى مجموعة المؤلفات 3/47 [10] إقتضاء الصراط المستقيم 374 لابن تيمية
فمنها عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام) صححه الألباني في " صحيح الترغيب " [1664] وقال المنذري: رواه النسائي وابن حبان في صحيحه أ هـ من الترغيب والترهيب (ج2 ص498) قلت: ورواه إسماعيل القاضي وغيره من طرق مختلفة بأسانيد صحيحة لا ريب فيها إلى سفيان الثوري عن عبد الله بن السائب عن زاذان عن عبد الله بن مسعود وصرح الثوري بالسماع فقال: حدثني عبد الله بن السائب هكذا في كتاب القاضي إسماعيل وعبد الله بن السائب وزاذان روي لهما مسلم ووثقهما ابن معين فالإسناد إذاً صحيح
ومنها عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم ووفاتي خير لكم تُعرض أعمالكم علىَّ فما رأيت من خير حمدت الله وما رأيت من شرّ استغفرت الله لكم) قال الحافظ العراقي في كتاب الجنائز من طرح التثريب في شرح التقريب: إسناده جيد[1]
وقال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد ج9 ص24: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح وصححه الحافظ السيوطي في المعجزات والخصائص وكذا القسطلاني شارح البخاري ونص المناوي في فيض القدير ج3 ص401 بأنه صحيح وكذا الزرقاني في شرح المواهب للقسطلاني وكذا الشهاب الخفاجي في شرح الشفا ج1 ص201 وكذا الملا على قاري في شرح الشفا ج1 ص201 وقال رواه أيضا الحارث ابن أسامة في مسنده بسند صحيح وذكره ابن حجر في المطالب العالية (ج4 ص22) وجاء هذا الحديث من طريق آخر مرسلاً عن بكر بن عبد الله المزني ورواه الحافظ إسماعيل القاضي في جزء الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه الشيخ الألباني: مرسل صحيح وصححه الحافظ ابن عبد الهادي مع تعنته وتشدده في كتابه الصارم المنكي فالحديث صحيح لا مطعن فيه وهو يدل على أن النَّبي صلى الله عليه وسلم يعلم أعمالنا بعرضها عليه ويستغفر الله لنا على ما فعلنا من سيء وقبيح وإذا كان كذلك فإنه يجوز لنا أن نتوسل به إلى الله ونستشفع به لديه لأنه يعلم بذلك فيشفع فينا ويدعو لنا وهو الشفيع المشفع صلى الله عليه وآله وسلم وزاده تشريفاً وتكريماً وقد أخبر الله في القرآن أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم شهيدٌ على أمته وذلك يقتضي أن تُعرض أعمالهم عليه ليشهد على ما رأي وعلم
قال ابن المبارك: أخبرنا رجلٌ من الأنصار عن المنهال بن عمرو أنه سمع سعيد بن المسيب يقول (ليس من يوم إلا يعرض فيه على النبي صلى الله عليه وسلم أمته غدوةً وعشيًّا فيعرفهم بأسمائهم وأعماله فلذلك يشهد عليهم ويقول الله تعالي {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً}
ومنها: عن عمار بن ياسر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (إن الله وكل بقبري ملكا أعطاه الله أسماع الخلائق، فلا يصلّي علىّ أحدٌ إلى يوم القيامة إلا أبلغني باسمه واسم أبيه هذا فلان بن فلان قد صلّى عليك) رواه البزار وأبو الشيخ ابن حبان ولفظه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله تبارك وتعالي وكل ملكاً أعطاه اسماء الخلائق فهو قائم على قبري إذا مت فليس أحدٌ يصلّي علىّ صلاةً إلا قال: يا محمد صلّى عليك فلان بن فلان قال: فيُصَلّي الربُّ تبارك وتعالي على ذلك الرجل بكل واحدة عشرا)[2] أ هـ. من الترغيب (ج2 ص500)
ومنها عن عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أيمن عن عبادة بن يسيّ عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أكثروا الصلاة على يوم الجمعة فإنه مشهودٌ تشهده الملائكة وإن أحداً لن يصلّي علىّ إلا عُرضت علىّ صلاتُه حتي يفرغ منها قال: قلت وبعد الموت؟ قال: وبعد الموت إن الله حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء فنبيُّ الله حيٌّ يُرزق] [3] أي رزقاً معنوياً كقوله تعالى للشهداء {أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}
ومنها عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله وسلم قال (ما من أحد يسلم علىّ إلا ردَّ الله علىَّ رُوحي حتي أردَّ عليه السلام)[4] قال الألباني : إسناده حسن وقال الشيخ ابن تيمية هذا الحديث على شرط مسلم وقال : وفي مسند ابن أبي شيبة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من صلى على سمعتُه ومن صلى على نائياً بُلّغته)[5] و قال الحافظ في الفتح وسنده جيد
وفي النسائي وغيره عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال (إن الله وكل بقبري ملائكة يبلغوني عن أمتي السلام). إلى أحاديث أخري في هذا الباب متعددة أ. هـ اقتضاء الصراط المستقيم ص 324
وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند أبي يعلي في ذكر عيسي: (ولئن قام على قبري فقال: يا محمد لأجيبنه) قال الألباني في " السلسلة الصحيحة وذكره الحافظ ابن حجر في المطالب العالية 4/ ص23 بعنوان (حياته صلى الله عليه وسلم في قبره)
عن يزيد المهدي قال لما ودّعت عمر بن عبد العزيز قال: إنَّ لي إليك حاجة، قلت: يا أمير المؤمنين كيف تري حاجتك عندي؟ قال: (إني أراك إذا أتيت المدينة سترى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فأقرئه مني السلام)
وعن حاتم بن وردان قال: كان عمر بن عبد العزيز يوجِّه البريد قاصداً من الشام إلى المدينة ليقريء عنه النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم السلام ذكره القاضي عياض في الشفاء في باب الزيارة (ج2 ص83)
وذكر الخفاجي: كان من دأب السلف أنَّهم يرسلون السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ابن عمر يفعله ويرسل له عليه الصلاة والسلام ولأبي بكر وعمر رضي الله عنهما ورسول الله صلى الله عليه وسلم وإن كان يبلغه سلام من سلّم عليه وإن كان بعيداً عنه، لكن في هذا فضيلة خطابه عنده، وردّه عليه السلام بنفسه[6] أ. هـ
روي الإمام الحافظ أبو محمد عبد الله الدرامي في كتابه السنن - الذي يعتبر من كتب الأصول الحديثية الستة - قال: أخبرنا مروان بن محمد عن سعيد بن عبد العزيز قال: لما كان أيام الحرة لم يؤذن في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثاً ولم يقم ولم يبرح سعيد بن المسيب من المسجد وكان لا يعرف وقت الصلاة إلاَّ بهمهمة يسمعها من قبر النبي صلى الله عليه وسلم فذكر معناه[7] أ. هـ
ذكر الشيخ ابن تيمية هذه الوقائع في معرض كلامه عن اتخاذ القبر مسجداً أو وثنا يُعبد ثم قال (ولا يدخل في هذا الباب ما يروي من أن قوماً سمعوا ردَّ السلام من قبر النَّبي صلى الله عليه وسلم أو قبور غيره من الصالحين وأن سعيد بن المسيب كان يسمع الآذان من القبر ليالي الحرة ونحو ذلك)[8] أ. هـ[9]
ثم قال في موضع آخر: وكذلك ما يذكر من الكرامات وخوارق العادات التي توجد عند قبور الأنبياء والصالحين مثل نزول الأنوار والملائكة عندها وتوقي الشياطين والبهائم لها واندفاع النار عنها وعمن جاورها وشفاعة بعضهم في جيرانه من الموتي واستحباب الاندفان عند بعضهم وحصول الأنس والسكينة عندها ونزول العذاب بمن استهان بها فجنس هذا حق ليس مما نحن فيه وما في قبور الأنبياء والصالحين من كرامة الله ورحمته وما لها عند الله من الحرمة والكرامة فوق ما يتوهمه أكثر الخلق لكن ليس هذا موضع تفصيل ذلك[10] أ. هـ
[1] كذا قال العراقى فى طرح التثريب ج3 ص297 وقال فى تخريج الإحياء: رواه البزار من حديث ابن مسعود: ورجاله رجال الصحيح إلا أن عبد المجيد بن أبى داود - وإن أخرج له مسلم ووثقه ابن معين والنسائى – قد ضعفه كثيرون. قلت: هذا الكلام منقوص بكلامه فى طرح التثريب وهو المعتمد،لأنه من أواخر كتبه. وبه ظهر أن هذا هو حكم العراقى فى المعتمد فلينتبه لذلك. وقد صنف العلامة المحدث الشيخ أبو الفضل عبد الله الغمارى رسالة فى هذا الموضوع سماها: (نهاية الآمال فى صحة وشرح حديث عرض الأعمال)[2] رواه الطبراني في الكبير بنحوه [3] رواه ابن ماجه في السنن. وفي الزوائد هذا الحديث صحيح إلا أنه منقطع في موضعين لأن عبادة روايته عن أبي الدرداء مرسلة قاله العلاء وزيد بن أيمن عن عبادة مرسلة قاله البخاري ا.هـ سنن ابن ماجه (ص 524)[4] رواه أبو داود كذا في الترغيب (ج2 ص 499) [5] رواه الدار قطني [6] من نسيم الرياض للخفاجي ج3 ص516 وذكره الفيروزابادي في الصلات والبشر ص153 [7] من سنن الدرامي ج1 ص44 [8] إقتضاء الصراط المستقيم 373 لشيخ الإسلام ابن تيمية [9] وقد ذكر الإمام الشيخ/ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فى كتابه (أحكام الموت) - نصاً يؤيد بعض هذه الوقائع - قال أخرج ابن سعد عن بن المسيب أنه كان يلازم المسجد أيام الحرة الناس يقتتلون قال: فكنت أسمع أذاناً يخرج من قبل القبر النبوي. كذا فى مجموعة المؤلفات 3/47 [10] إقتضاء الصراط المستقيم 374 لابن تيمية
منقول من كتاب [الكمالات المحمدية]
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق