الملاحظة التي أريد أن ألفت أنظاركم إليها أن الله قال للأنبياء { ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ} وقال لنا نحن { لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} أو بحسب القراءة الأخرى(لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفَسِكُمْ) من أشرفكم ومن أعظمكم ومن أكرمكم فكما هو رسول المرسلين كذلك هو رسولنا وهذا يعني أن الله جعلنا في منزلة عالية جداً لو عرفناها فلن نعصى الله طرفة عين فكما هو رسول المرسلين فهو رسول لنا أجمعين وكما أن الأنبياء شهداء على أممهم فهو شهيد عليهم وهم شهداء على سائر الأمم {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا - ووظيفتكم يوم القيامة - لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}
فنحن الذين سنشهد على الأمم ببركة رسول الله وبفضل الله علينا بسر كتاب الله فكما يشهد حضرة النَّبِيُّ على الأنبياء والمرسلين سنشهد نحن على أممهم كيف نشهد؟ بالكتاب الذي هيمن على الكل فهو الكتاب الذي فيه كل شيء فيه الصدق وفيه اليقين وليس فيه زيغ ولا تبديل ولا تحريف فهو المعتمد في المحكمة الإلهية يوم الدين وهو القانون المعتبر والذي إليه المرجع والمآل في يوم العرض والحساب فأيُّ محامٍ لابد أن يأتي بمادة من كتاب الله ليدافع بها فرسل الله يدافعون عن أنفسهم أمام الله فيقول الله لهم (من يشهد لكم؟) فيقولون (أمة مُحَمَّدٍ)
قال صلى الله عليه وسلم (فيؤتى بالعدول) العدول الذين ليس عندهم هوي– الذين هم على شاكلة سيدنا عمر فيقول أحدهم الحقَّ ولو على نفسه ولو على ابنه ولو على ابنته ولو على امرأته قال سيدنا عمر رضي الله عنه (تركني الحق وليس لي صديق) هؤلاء هم الذين سيكونون شهداء يوم لقاء الله على الأمم السابقة ولذلك فعندما كان يتكلم على الأنبياء كان يقول (إخواني من الأنبياء والمرسلين) وعندما تكلم عنا قال: وددت أني لقيت إخواني لم يقل أبنائي ولا أتباعي ولكن قال (إخواني) فقال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : أو ليس نحن إخوانك ؟ قال : أنتم أصحابي ولكن إخواني الذين آمنوا بي ولم يروني. مسند الإمام أحمد من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه لذلك قال أحد الصالحين:
مَنْ مِثْلُكُمْ وَالشَّوقُ أَوْصَلَكُمْ إِلَى سِرِّ الإِخُوُّةِ مَطْلَبُ الأَصْحَابِ
فجعلنا في درجة النبيين والمرسلين ففضل الله علينا برسول الله لا يعدُّ ولا يحدّ يكفي أنه الله جعل أمته آخر الأمم في البعث وأولهم في الحساب أتدرون لماذا؟ حتي يطلعوا على مساويء الأمم ولا يطلع على مساوئهم وعيوبهم غير الله وحتي لا يطول مكثهم في القبور يريد أن يأخذنا من هنا إلى الجنة مباشرة {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمْ الْمَلَائِكَة طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَام عَلَيْكُمْ - إلى أين إن شاء الله؟ اُدْخُلُوا الْجَنَّة بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُون} وفي الآخرة جعلنا في الأول لماذا؟ حتي لا نذوق أهوال الموقف والنشور لأن الموقف طويل خمسين ألف سنة فيها أهوال الموقف والنشور والحساب والعتاب واللوم والتوبيخ لكننا لنا حساب خاص حساب الأمم على الملأ على المنصة وواحد واحد والكل يتفرج ليري المساويء التي عملوها وحسابنا نحن بيننا وبينه
قال صلى الله عليه وسلم(يدني المؤمن يوم القيامة من ربه عز وجل حتى يضع عليه كنفه فيقرره بذنوبه فيقول: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: ربِّ أعرف قال: فإني قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم فيعطى صحيفة حسناته)[1] {يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ} فليس لنا هناك خزي ولا فضيحة من الذي له الخزي في ذلك اليوم؟ الذي يفضح نفسه ويتباهي بالمعاصي والذي يفتخر بغضب الله والذي يقعد بين الخلق ويفتخر أنه عمل الفحشاء والمنكر وغش هذا وضحك على هذا وهذا الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم (كل أمتي معافي إلا المجاهرين)[2] ففضل الله علينا يا أحباب الله ورسوله ببركة رسول الله ليس له عَدٌّ ولا حَدّ
[1] متفق عليه من حديث ابن عمر رضى الله عنهما بلفظ: قال رجل لابن عمر: كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في النجو؟ قال: سمعته يقول (يدني المؤمن يوم القيامة من ربه عز وجل حتى يضع عليه كنفه فيقرره بذنوبه فيقول: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: ربِّ أعرف قال: فإني قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم فيعطى صحيفة حسناته) [2] رواه الإمام البخارى عن أبى هريرة رضى الله عنه والحديث بتمامه للفائدة (كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ وَإِنَّ مِنْ الْمُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلاً ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَيَقُولَ يَا فُلَانُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ)
فنحن الذين سنشهد على الأمم ببركة رسول الله وبفضل الله علينا بسر كتاب الله فكما يشهد حضرة النَّبِيُّ على الأنبياء والمرسلين سنشهد نحن على أممهم كيف نشهد؟ بالكتاب الذي هيمن على الكل فهو الكتاب الذي فيه كل شيء فيه الصدق وفيه اليقين وليس فيه زيغ ولا تبديل ولا تحريف فهو المعتمد في المحكمة الإلهية يوم الدين وهو القانون المعتبر والذي إليه المرجع والمآل في يوم العرض والحساب فأيُّ محامٍ لابد أن يأتي بمادة من كتاب الله ليدافع بها فرسل الله يدافعون عن أنفسهم أمام الله فيقول الله لهم (من يشهد لكم؟) فيقولون (أمة مُحَمَّدٍ)
قال صلى الله عليه وسلم (فيؤتى بالعدول) العدول الذين ليس عندهم هوي– الذين هم على شاكلة سيدنا عمر فيقول أحدهم الحقَّ ولو على نفسه ولو على ابنه ولو على ابنته ولو على امرأته قال سيدنا عمر رضي الله عنه (تركني الحق وليس لي صديق) هؤلاء هم الذين سيكونون شهداء يوم لقاء الله على الأمم السابقة ولذلك فعندما كان يتكلم على الأنبياء كان يقول (إخواني من الأنبياء والمرسلين) وعندما تكلم عنا قال: وددت أني لقيت إخواني لم يقل أبنائي ولا أتباعي ولكن قال (إخواني) فقال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : أو ليس نحن إخوانك ؟ قال : أنتم أصحابي ولكن إخواني الذين آمنوا بي ولم يروني. مسند الإمام أحمد من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه لذلك قال أحد الصالحين:
مَنْ مِثْلُكُمْ وَالشَّوقُ أَوْصَلَكُمْ إِلَى سِرِّ الإِخُوُّةِ مَطْلَبُ الأَصْحَابِ
فجعلنا في درجة النبيين والمرسلين ففضل الله علينا برسول الله لا يعدُّ ولا يحدّ يكفي أنه الله جعل أمته آخر الأمم في البعث وأولهم في الحساب أتدرون لماذا؟ حتي يطلعوا على مساويء الأمم ولا يطلع على مساوئهم وعيوبهم غير الله وحتي لا يطول مكثهم في القبور يريد أن يأخذنا من هنا إلى الجنة مباشرة {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمْ الْمَلَائِكَة طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَام عَلَيْكُمْ - إلى أين إن شاء الله؟ اُدْخُلُوا الْجَنَّة بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُون} وفي الآخرة جعلنا في الأول لماذا؟ حتي لا نذوق أهوال الموقف والنشور لأن الموقف طويل خمسين ألف سنة فيها أهوال الموقف والنشور والحساب والعتاب واللوم والتوبيخ لكننا لنا حساب خاص حساب الأمم على الملأ على المنصة وواحد واحد والكل يتفرج ليري المساويء التي عملوها وحسابنا نحن بيننا وبينه
قال صلى الله عليه وسلم(يدني المؤمن يوم القيامة من ربه عز وجل حتى يضع عليه كنفه فيقرره بذنوبه فيقول: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: ربِّ أعرف قال: فإني قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم فيعطى صحيفة حسناته)[1] {يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ} فليس لنا هناك خزي ولا فضيحة من الذي له الخزي في ذلك اليوم؟ الذي يفضح نفسه ويتباهي بالمعاصي والذي يفتخر بغضب الله والذي يقعد بين الخلق ويفتخر أنه عمل الفحشاء والمنكر وغش هذا وضحك على هذا وهذا الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم (كل أمتي معافي إلا المجاهرين)[2] ففضل الله علينا يا أحباب الله ورسوله ببركة رسول الله ليس له عَدٌّ ولا حَدّ
[1] متفق عليه من حديث ابن عمر رضى الله عنهما بلفظ: قال رجل لابن عمر: كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في النجو؟ قال: سمعته يقول (يدني المؤمن يوم القيامة من ربه عز وجل حتى يضع عليه كنفه فيقرره بذنوبه فيقول: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: ربِّ أعرف قال: فإني قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم فيعطى صحيفة حسناته) [2] رواه الإمام البخارى عن أبى هريرة رضى الله عنه والحديث بتمامه للفائدة (كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ وَإِنَّ مِنْ الْمُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلاً ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَيَقُولَ يَا فُلَانُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ)
منقول من كتاب [الكمالات المحمدية]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق