حسن الخلق وفضائله والتحذير من سوء الخلق وذمه
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم وبعد فهذه بعض الأحاديث الصحيحة في فضل حسن الخلق
سوء الخلق يفسد العمل
1- عن ابن عمر رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
(( أحب الناس إلى الله أنفعهم
و أحب الأعمال إلى الله عز و جل سرور تدخله على مسلم
أو تكشف عنه كربة
أو تقضي عنه دينا
أو تطرد عنه جوعا
و لأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهرا
و من كف غضبه ستر الله عورته
و من كظم غيظا و لو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة
و من مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام
و إن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل )).
قال السيوطي : أخرجه (ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج طب).
قال الألباني : (حسن) انظر حديث رقم: 176 في صحيح الجامع.
ثقل حسن الخلق في ميزان المؤمن :
2 ــ عن أبي الدرداء قال قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : (( أثقل شيء في الميزان الخلق الحسن )) .
قال السيوطي : أخرجه ابن حبان.
قال الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 134 في صحيح الجامع.
خصال أربع فاحرص عليها :
3 ــ أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا صدق الحديث و حفظ الأمانة و حسن الخلق و عفة مطعم .
قال السيوطي :رواه: (حم طب ك هب) عن ابن عمر (طب) عن ابن عمرو (عد ابن عساكر) عن ابن عباس.
قال الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 873 في صحيح الجامع.
الشـــــرح :
قال المناوي :
( أربع ) من الخصال ( إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا ) أي لا بأس عليك وقت فوت الدنيا إن حصلت هذه الخصال ( صدق الحديث ) أي ضبط اللسان وعفته عن الكذب والبهتان ( وحفظ الأمانة ) بأن يحفظ جوارحه وما اؤتمن عليه ، فإن الكذوب والخائن لا قدر لهما عند لله ( وحسن الخلق ) بالضم بأن يكون حسن العشرة مع خلق الله ( وعفة مطعم ) بفتح الميم والعين : بأن لا يطعم حراماً ولا ما قويت الشبهة فيه ولا يزيد عن الكفاية حتى من الحلال ولا يكثر من الأكل . وأطلق الأمانة لتشيع في جنسها ، فيراعى أمانة الله في التكاليف . وأمانة الخلق في الحفظ [ ص 462 ] والأداء . ثم إن ما ذكر من أن سياق الحديث ذلك هو ما في رواية أحمد وغيره ، لكن لفظ رواية البيهقي بدل وحسن إلخ : وحسن خليقة وعفة طعمة .
*** ( حم طب ك هب عن ابن عمر ) بن الخطاب قال الهيثمي بعد ماعزاه لأحمد والطبراني فيه ابن لهيعة ، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح ( طب عن ابن عمرو ) بن العاص ، قال العراقي : وفيه أيضاً ابن لهيعة اهـ وقضية إفراد المصنف للطبراني بحديث ابن عمرو : تفرده به عن الأولين جميعاً والأمر بخلافه ، بل رواه البيهقي في الشعب عنه أيضاً عقب الأول ثم قال : هذا الإسناد أتم وأصح . اهـ فاقتصار المصنف على عزو الأول إليه وحذفه من الثاني مع كونه قال إنه الأصح : من ضيق العطن ( عد وابن عساكر ) في تاريخه ( عن ابن عباس ) قال الهيثمي : إسناد أحمد وابن أبي الدنيا والطبراني حسن . اهـ . وقال المنذري : رواه أحمد وابن أبي الدنيا والطبراني والبيهقي بأسانيد حسنة وفيه عند البيهقي شعيب بن يحيى . قال أبو حاتم ليس بمعروف . وقال الذهبي بل ثقة عن ابن لهيعة وفيه ضعف .
أكمل المؤمنين أحسنهم خلقا ومقدار مايبلغه بحسن خلقه :
4- ــ إن أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا و إن حسن الخلق ليبلغ درجة الصوم و الصلاة .
تخريج السيوطي: رواه (البزار) عن أنس.
قال الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 1578 في صحيح الجامع.
البر حسن الخلق
5ــ البر حسن الخلق و الإثم ما حاك في صدرك و كرهت أن يطلع عليه الناس .
تخريج السيوطي : (خد م ت) عن النواس بن سمعان.
قال الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 2880 في صحيح الجامع.
الشـــــرح :
قال المناوي :
( البر ) بالكسر أي الفعل المرضي الذي هو في تزكية النفس كالبر في تغذية البدن وقوله البر أي معظمه فالحصر مجازي وضده الفجور والإثم ولذا قابله به وهو بهذا المعنى عبارة عما اقتضاه الشارع وجوباً أو ندباً والإثم ما ينهى عنه وتارة يقابل البر بالعقوق فيكون هو الإحسان والعقوق الإساءة ( حسن الخلق ) أي التخلق مع الخلق والخالق والمراد هنا المعروف وهو طلاقة الوجه وكف الإذى وبذل النداء وأن يحب للناس ما يحب لنفسه وهو راجع لتفسير [ ص 218 ] البعض له بأنه الانصاف في المعاملة والرفق في المجادلة والعدل في الأحكام والإحسان في العسر واليسر الى غير ذلك من الخصال الحميدة ( والإثم ما حاك ) بحاء مهملة وكاف ( في صدرك ) اختلج في النفس وتردد في القلب ولم يمازج نوره ولم يطمئن إليه ( وكرهت أن يطّلع عليه الناس ) أي وجوههم أو أماثلهم الذي يستحيا منهم وحمله على العموم بعيد المراد بالكراهة هنا الدينية الخارمة فخرج العادية كمن يكره أن يرى آكلاً لنحو حياء أو بخل وغير الخارمة كمن يكره أن يركب بين مشاة لنحو تواضع وإنما كان التأثير في النفس علامة للإثم لأنه لا يصدر إلا لشعورها بسوء عاقبته وظاهر الخبر أن مجرد خطور المعصية إثم لوجود الدلالة ولا مخصص وذا من جوامع الكلم لأن البر كلمة جامعة لكل خير والإثم جامع للشر وقال الحرالي : الإثم سوء اعتداء في قول أو فعل أو حال ويقال للكذوب أثوم لاعتدائه بالقول على غيره .
*** ( خد م ) في الأدب ( ت ) في الزهد ( عن النواس ) بفتح النون وشد الواو ( بن سمعان ) بكسر المهملة وفتحها الكلابي قال : سأل رجل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن الإثم والبر فذكره واستدركه الحاكم فوهم وعجب ذهول الذهبي عنه في اختصاره .
ثمرة حسن الخلق
6 ــ صلة الرحم و حسن الخلق و حسن الجوار يعمرن الديار و يزدن في الأعمار .
تخريج السيوطي : (حم هب) عن عائشة.
تحقيق الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 3767 في صحيح الجامع.
الشـــــرح :
قال المناوي :
( صلة الرحم ) أي الإحسان إلى الأقارب على حسب حال الواصل والموصول إليه فتارة يكون بالمال وتارة بالخدمة وتارة بالزيارة ( وحسن الخلق وحسن الجوار ) بكسر الجيم وضمها وعليه اقتصر في المصباح ( يعمرن الديار ) أي البلاد قال في الكشاف : تسمى البلاد الديار لأنه يدار فيها أي يتصرف يقال ديار بكر لبلادهم وتقول العرب الذين من حوالي مكة نحن من عرب الديار يريدون من عرب البلد ( ويزدن في الأعمار ) كناية عن البركة في العمر بالتوفيق إلى الطاعة وعمارة وقته بما ينفعه في آخرته أو الزيادة بالنسبة إلى علم الملك الموكل بالعمر قال ابن الكمال : في تخصيص حسن الجوار بالذكر من جملة ما ينتظمه حسن الخلق نوع تفضيل له على سائر أفراده والظاهر من سياق الكلام أن ذلك الفضل من جهة قوة التأثير في الأمرين المذكورين وينبغي للبليغ أن يراعي هذه القاعدة في مواقع التخصيص بعد [ ص 196 ] التعميم .
*** ( حم هب عن عائشة ) رمز المصنف لحسنه وهو كما قال فقد قال الحافظ في الفتح : رواه أحمد بسند رجاله ثقات اهـ وإعلال العلاء له بأن فيه محمد بن عبد اللّه العرزمي ضعفوه يكاد يكون غير صواب فقد وقفت على إسناد أحمد والبيهقي فلم أره فيهما فلينظر .
جمال المرء بحسن خلقه :
7 ــ عليك بحسن الخلق و طول الصمت فوالذي نفسي بيده ما تجمل الخلائق بمثلهما .
قال السيوطي : (ع) عن أنس.
قال الألباني : (حسن) انظر حديث رقم: 4048 في صحيح الجامع.
الشـــــرح :
قال المناوي :
( عليك بحسن الخلق وطول الصمت ) أي السكوت حيث لم يتعين الكلام لعارض ....
(ما تجمل الخلائق بمثلهما ) إذ هما جماع الخصال الحميدة ومن ثم كان من أخلاق الأنبياء وشعار الأصفياء والجمال يقع على الذات وعلى المعاني .
( تنبيه ) عدّوا من محاسن الأخلاق الإصغاء لكلام الجليس وأنه إذا سمع إنساناً يورد شيئاً عنده منه علم لا يستلب كلامه ولا يغالبه ولا يسابقه فإن ذلك صغر نفس ودناءة همة بل يستمعه منه كأنه لا يعرفه سيما في المجامع .
*** ( ع عن أنس ) قال : لقي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أبا ذر فقال : ألا أدلك على خصلتين هما خفيفتان على الظهر وأثقل في الميزان من غيرهما؟ قال : بلى فذكره . قال الهيثمي : رجاله ثقات وأعاده بمحل آخر عازياً للبزار وقال : فيه بشار بن الحكم ضعيف ، وقال المنذري : رواه الطبراني والبزار وأبو يعلى عن أنس بإسناد جيد رواته ثقات واللفظ له ورواه أبو الشيخ [ ابن حبان ] عن أبي ذر بإسناد واه .
الكذب ينافي حسن الخلق
8 ــ كان أبغض الخلق إليه الكذب .
قال السيوطي : (هب) عن عائشة.
قال الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 4618 في صحيح الجامع.
الشـــــرح :
قال المناوي :
( كان أبغض الخلق ) أي أبغض أعمال الخلق ( إليه الكذب ) لكثرة ضرره وجموم ما يترتب عليه من المفاسد والفتن وكان لا يقول في الرضى والغضب إلا الحق كما رواه أبو داود عن ابن عمر ولهذا كان يزجر أصحابه وأهل بيته عنه ويهجر على الكلمة من الكذب المدة الطويلة وذلك لأنه قد يبنى عليه أموراً ربما ضرت ببعض الناس وفي كلام الحكماء إذا كذب السفير بطل التدبير ولهذا لما علم الكفار أنه أبغض الأشياء إليه نسبوه إليه فكذبوه بما جاءهم به من عند اللّه ليغيظوه بذلك لأنه يوقف الناس عن قبول ما جاء به من الهدى ويذهب فائدة الوحي وروي أن حذيفة قال : يا رسول اللّه ما أشد ما لقيت من قومك قال : خرجت يوماً لأدعوهم إلى اللّه فما لقيني أحد منهم إلا وكذبني .
*** ( هب عن عائشة ) رمز المصنف لحسنه وقضية صنيع المصنف أن البيهقي خرجه وسكت عليه وهو باطل فإنه خرجه من حديث إسحاق بن إبراهيم الديري عن عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن أبي مليكة عن عائشة وعن محمد بن أبي بكر عن أيوب عن إبراهيم بن ميسرة عن عائشة ثم عقبه بما نصه قال البخاري : هو مرسل يعني بين إبراهيم بن ميسرة وعائشة ولا يصح حديث ابن أبي مليكة قال البخاري : ما أعجب حديث معمر عن غير الزهري فإنه لا يكاد يوجد فيه حديث صحيح اهـ . فأفاد بذلك أن فيه ضعفاً أو انقطاعاً فاقتطاع المصنف لذلك من كلامه وحذفه من سوء التصرف وإسحاق الديري يستبعد لقيه لعبد الرزاق كما أشار إليه ابن عدي وأورده الذهبي في الضعفاء .
خالق الناس ياعبد الله بخلق حسن لاغلو ولاإفراط :
9 ــ اتق الله حيثما كنت و أتبع السيئة الحسنة تمحها و خالق الناس بخلق حسن .
قال السيوطي : (د حم ت ك هب) عن أبي ذر (حم ت هب) عن معاذ (ابن عساكر) عن أنس.
قال الألباني : (حسن) انظر حديث رقم: 97 في صحيح الجامع.
الشـــــرح :
قال المناوي :
( اتق الله ) بامتثال أمره وتجنب نهيه ( حيثما كنت ) أي وحدك أو في جمع فإن كانوا أهل بغي أو فجور فعليك بخويصة نفسك أو المراد في أي زمان ومكان كنت فيه رآك الناس أم لا فإن الله مطلع عليك واتقوا الله إن الله كان عليكم رقيباً ، والخطاب لكل من يتوجه إليه الأمر فيعم كل مأمور وأفراد الضمير باعتبار كل فرد وما زائدة بشهادة رواية حذفها وهذا من جوامع الكلم فإن التقوى وإن قل لفظها كلمة جامعة فحقه تقدس أن يطاع فلا يعصى ويذكر فلا ينسى ويشكر فلا يكفر بقدر الإمكان ، ومن ثم شملت خير الدارين إذ هي تجنب كل منهي عنه وفعل كل مأمور به فمن فعل ذلك فهو من المتقين الذين أثنى عليهم في كتابه المبين ثم نبه على تدارك ما عساه يفرط من تقصيره في بعض الأوامر والتورط في بعض النواهي فقال ( واتبع ) بفتح الهمزة وسكون المثناة فوق وكسر الموحدة ألحق ( السيئة ) الصادرة منك صغيرة وكذا كبيرة كما اقتضاه ظاهر الخبر والحسنة بالنسبة إليها التوبة منها فلا ملجئ لقصره على الصغيرة كما ظن وأيا مّا كان فالحسنات تؤثر في السيئات بالتخفيف منها يعني ألحق ( الحسنة ) إياها صلاة أو صدقة أو استغفاراً أو تسبيحاً أو غيرها ( تمحها ) أي السيئة المثبتة في صحيفة الكاتبين وذلك لأن المرض يعالج بضده كالبياض يزال بالسواد وعكسه { إن الحسنات يذهبن السيئات } يعني فلا يعجزك إذا فرطت منك سيئة أن تتبعها حسنة كصلاة قال ابن عربي : والحسنة تمحو السيئة سواء كانت قبلها أو بعدها وكونها بعدها أولى إذ الأفعال تصدر عن القلوب وتتأثر بها فإذا فعل سيئة فقد تمكن في القلب اختيارها فإذا أتبعها حسنة نشأت عن اختيار في القلب فتمحو ذلك وظاهر قوله تمحها أنها تزال حقيقة من الصحيفة وقيل عبر يه عن ترك المؤاخذة ثم إن ذا يخص من عمومه السيئة المتعلقة بآدمي فلا يمحها إلا الاستحلال مع بيان جهة الظلامة إن أمكن ولم يترتب عليه مفسدة وإلا فالمرجو كفاية الاستغفار والدعاء ( وخالق الناس بخلق ) بضمتين ( حسن ) بالتحريك أي تكلف معاشرتهم بالمجاملة من نحو طلاقة وجه وحلم وشفقة وخفض جانب وعدم ظن السوء بهم وتودد إلى كل كبير وصغير وتلطف في سياستهم مع تباين طباعهم ، يقال فلان يتخلق بغير خلقه أي يتكلف وجمع هذا بعضهم في قوله : وأن تفعل معهم ما تحب أن يفعلوه معك فتجتمع القلوب وتتفق الكلمة وتنتظم الأحوال وذلك جماع الخير وملاك الأمر ...
*** ( حم ت ) في الزهد ( ك ) في الإيمان وقال على شرطهما وأيده وأقره الذهبي واعترض ( هب ) وكذا الضياء في المختارة والدارمي ( عن أبي ذر ) الغفاري وقال الترمذي حسن صحيح ( ابن عساكر ) في تاريخه ( عن أنس ) بن مالك بسند ضعيف ورواه عنه أيضاً الطبراني وغيره فالإسناد الأول صحيح والثاني حسن والثالث ضعيف وأكثر المصنف من مخرجيه إشارة إلى رد الطعن فيه
منقول
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم وبعد فهذه بعض الأحاديث الصحيحة في فضل حسن الخلق
سوء الخلق يفسد العمل
1- عن ابن عمر رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
(( أحب الناس إلى الله أنفعهم
و أحب الأعمال إلى الله عز و جل سرور تدخله على مسلم
أو تكشف عنه كربة
أو تقضي عنه دينا
أو تطرد عنه جوعا
و لأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهرا
و من كف غضبه ستر الله عورته
و من كظم غيظا و لو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة
و من مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام
و إن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل )).
قال السيوطي : أخرجه (ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج طب).
قال الألباني : (حسن) انظر حديث رقم: 176 في صحيح الجامع.
ثقل حسن الخلق في ميزان المؤمن :
2 ــ عن أبي الدرداء قال قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : (( أثقل شيء في الميزان الخلق الحسن )) .
قال السيوطي : أخرجه ابن حبان.
قال الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 134 في صحيح الجامع.
خصال أربع فاحرص عليها :
3 ــ أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا صدق الحديث و حفظ الأمانة و حسن الخلق و عفة مطعم .
قال السيوطي :رواه: (حم طب ك هب) عن ابن عمر (طب) عن ابن عمرو (عد ابن عساكر) عن ابن عباس.
قال الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 873 في صحيح الجامع.
الشـــــرح :
قال المناوي :
( أربع ) من الخصال ( إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا ) أي لا بأس عليك وقت فوت الدنيا إن حصلت هذه الخصال ( صدق الحديث ) أي ضبط اللسان وعفته عن الكذب والبهتان ( وحفظ الأمانة ) بأن يحفظ جوارحه وما اؤتمن عليه ، فإن الكذوب والخائن لا قدر لهما عند لله ( وحسن الخلق ) بالضم بأن يكون حسن العشرة مع خلق الله ( وعفة مطعم ) بفتح الميم والعين : بأن لا يطعم حراماً ولا ما قويت الشبهة فيه ولا يزيد عن الكفاية حتى من الحلال ولا يكثر من الأكل . وأطلق الأمانة لتشيع في جنسها ، فيراعى أمانة الله في التكاليف . وأمانة الخلق في الحفظ [ ص 462 ] والأداء . ثم إن ما ذكر من أن سياق الحديث ذلك هو ما في رواية أحمد وغيره ، لكن لفظ رواية البيهقي بدل وحسن إلخ : وحسن خليقة وعفة طعمة .
*** ( حم طب ك هب عن ابن عمر ) بن الخطاب قال الهيثمي بعد ماعزاه لأحمد والطبراني فيه ابن لهيعة ، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح ( طب عن ابن عمرو ) بن العاص ، قال العراقي : وفيه أيضاً ابن لهيعة اهـ وقضية إفراد المصنف للطبراني بحديث ابن عمرو : تفرده به عن الأولين جميعاً والأمر بخلافه ، بل رواه البيهقي في الشعب عنه أيضاً عقب الأول ثم قال : هذا الإسناد أتم وأصح . اهـ فاقتصار المصنف على عزو الأول إليه وحذفه من الثاني مع كونه قال إنه الأصح : من ضيق العطن ( عد وابن عساكر ) في تاريخه ( عن ابن عباس ) قال الهيثمي : إسناد أحمد وابن أبي الدنيا والطبراني حسن . اهـ . وقال المنذري : رواه أحمد وابن أبي الدنيا والطبراني والبيهقي بأسانيد حسنة وفيه عند البيهقي شعيب بن يحيى . قال أبو حاتم ليس بمعروف . وقال الذهبي بل ثقة عن ابن لهيعة وفيه ضعف .
أكمل المؤمنين أحسنهم خلقا ومقدار مايبلغه بحسن خلقه :
4- ــ إن أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا و إن حسن الخلق ليبلغ درجة الصوم و الصلاة .
تخريج السيوطي: رواه (البزار) عن أنس.
قال الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 1578 في صحيح الجامع.
البر حسن الخلق
5ــ البر حسن الخلق و الإثم ما حاك في صدرك و كرهت أن يطلع عليه الناس .
تخريج السيوطي : (خد م ت) عن النواس بن سمعان.
قال الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 2880 في صحيح الجامع.
الشـــــرح :
قال المناوي :
( البر ) بالكسر أي الفعل المرضي الذي هو في تزكية النفس كالبر في تغذية البدن وقوله البر أي معظمه فالحصر مجازي وضده الفجور والإثم ولذا قابله به وهو بهذا المعنى عبارة عما اقتضاه الشارع وجوباً أو ندباً والإثم ما ينهى عنه وتارة يقابل البر بالعقوق فيكون هو الإحسان والعقوق الإساءة ( حسن الخلق ) أي التخلق مع الخلق والخالق والمراد هنا المعروف وهو طلاقة الوجه وكف الإذى وبذل النداء وأن يحب للناس ما يحب لنفسه وهو راجع لتفسير [ ص 218 ] البعض له بأنه الانصاف في المعاملة والرفق في المجادلة والعدل في الأحكام والإحسان في العسر واليسر الى غير ذلك من الخصال الحميدة ( والإثم ما حاك ) بحاء مهملة وكاف ( في صدرك ) اختلج في النفس وتردد في القلب ولم يمازج نوره ولم يطمئن إليه ( وكرهت أن يطّلع عليه الناس ) أي وجوههم أو أماثلهم الذي يستحيا منهم وحمله على العموم بعيد المراد بالكراهة هنا الدينية الخارمة فخرج العادية كمن يكره أن يرى آكلاً لنحو حياء أو بخل وغير الخارمة كمن يكره أن يركب بين مشاة لنحو تواضع وإنما كان التأثير في النفس علامة للإثم لأنه لا يصدر إلا لشعورها بسوء عاقبته وظاهر الخبر أن مجرد خطور المعصية إثم لوجود الدلالة ولا مخصص وذا من جوامع الكلم لأن البر كلمة جامعة لكل خير والإثم جامع للشر وقال الحرالي : الإثم سوء اعتداء في قول أو فعل أو حال ويقال للكذوب أثوم لاعتدائه بالقول على غيره .
*** ( خد م ) في الأدب ( ت ) في الزهد ( عن النواس ) بفتح النون وشد الواو ( بن سمعان ) بكسر المهملة وفتحها الكلابي قال : سأل رجل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن الإثم والبر فذكره واستدركه الحاكم فوهم وعجب ذهول الذهبي عنه في اختصاره .
ثمرة حسن الخلق
6 ــ صلة الرحم و حسن الخلق و حسن الجوار يعمرن الديار و يزدن في الأعمار .
تخريج السيوطي : (حم هب) عن عائشة.
تحقيق الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 3767 في صحيح الجامع.
الشـــــرح :
قال المناوي :
( صلة الرحم ) أي الإحسان إلى الأقارب على حسب حال الواصل والموصول إليه فتارة يكون بالمال وتارة بالخدمة وتارة بالزيارة ( وحسن الخلق وحسن الجوار ) بكسر الجيم وضمها وعليه اقتصر في المصباح ( يعمرن الديار ) أي البلاد قال في الكشاف : تسمى البلاد الديار لأنه يدار فيها أي يتصرف يقال ديار بكر لبلادهم وتقول العرب الذين من حوالي مكة نحن من عرب الديار يريدون من عرب البلد ( ويزدن في الأعمار ) كناية عن البركة في العمر بالتوفيق إلى الطاعة وعمارة وقته بما ينفعه في آخرته أو الزيادة بالنسبة إلى علم الملك الموكل بالعمر قال ابن الكمال : في تخصيص حسن الجوار بالذكر من جملة ما ينتظمه حسن الخلق نوع تفضيل له على سائر أفراده والظاهر من سياق الكلام أن ذلك الفضل من جهة قوة التأثير في الأمرين المذكورين وينبغي للبليغ أن يراعي هذه القاعدة في مواقع التخصيص بعد [ ص 196 ] التعميم .
*** ( حم هب عن عائشة ) رمز المصنف لحسنه وهو كما قال فقد قال الحافظ في الفتح : رواه أحمد بسند رجاله ثقات اهـ وإعلال العلاء له بأن فيه محمد بن عبد اللّه العرزمي ضعفوه يكاد يكون غير صواب فقد وقفت على إسناد أحمد والبيهقي فلم أره فيهما فلينظر .
جمال المرء بحسن خلقه :
7 ــ عليك بحسن الخلق و طول الصمت فوالذي نفسي بيده ما تجمل الخلائق بمثلهما .
قال السيوطي : (ع) عن أنس.
قال الألباني : (حسن) انظر حديث رقم: 4048 في صحيح الجامع.
الشـــــرح :
قال المناوي :
( عليك بحسن الخلق وطول الصمت ) أي السكوت حيث لم يتعين الكلام لعارض ....
(ما تجمل الخلائق بمثلهما ) إذ هما جماع الخصال الحميدة ومن ثم كان من أخلاق الأنبياء وشعار الأصفياء والجمال يقع على الذات وعلى المعاني .
( تنبيه ) عدّوا من محاسن الأخلاق الإصغاء لكلام الجليس وأنه إذا سمع إنساناً يورد شيئاً عنده منه علم لا يستلب كلامه ولا يغالبه ولا يسابقه فإن ذلك صغر نفس ودناءة همة بل يستمعه منه كأنه لا يعرفه سيما في المجامع .
*** ( ع عن أنس ) قال : لقي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أبا ذر فقال : ألا أدلك على خصلتين هما خفيفتان على الظهر وأثقل في الميزان من غيرهما؟ قال : بلى فذكره . قال الهيثمي : رجاله ثقات وأعاده بمحل آخر عازياً للبزار وقال : فيه بشار بن الحكم ضعيف ، وقال المنذري : رواه الطبراني والبزار وأبو يعلى عن أنس بإسناد جيد رواته ثقات واللفظ له ورواه أبو الشيخ [ ابن حبان ] عن أبي ذر بإسناد واه .
الكذب ينافي حسن الخلق
8 ــ كان أبغض الخلق إليه الكذب .
قال السيوطي : (هب) عن عائشة.
قال الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 4618 في صحيح الجامع.
الشـــــرح :
قال المناوي :
( كان أبغض الخلق ) أي أبغض أعمال الخلق ( إليه الكذب ) لكثرة ضرره وجموم ما يترتب عليه من المفاسد والفتن وكان لا يقول في الرضى والغضب إلا الحق كما رواه أبو داود عن ابن عمر ولهذا كان يزجر أصحابه وأهل بيته عنه ويهجر على الكلمة من الكذب المدة الطويلة وذلك لأنه قد يبنى عليه أموراً ربما ضرت ببعض الناس وفي كلام الحكماء إذا كذب السفير بطل التدبير ولهذا لما علم الكفار أنه أبغض الأشياء إليه نسبوه إليه فكذبوه بما جاءهم به من عند اللّه ليغيظوه بذلك لأنه يوقف الناس عن قبول ما جاء به من الهدى ويذهب فائدة الوحي وروي أن حذيفة قال : يا رسول اللّه ما أشد ما لقيت من قومك قال : خرجت يوماً لأدعوهم إلى اللّه فما لقيني أحد منهم إلا وكذبني .
*** ( هب عن عائشة ) رمز المصنف لحسنه وقضية صنيع المصنف أن البيهقي خرجه وسكت عليه وهو باطل فإنه خرجه من حديث إسحاق بن إبراهيم الديري عن عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن أبي مليكة عن عائشة وعن محمد بن أبي بكر عن أيوب عن إبراهيم بن ميسرة عن عائشة ثم عقبه بما نصه قال البخاري : هو مرسل يعني بين إبراهيم بن ميسرة وعائشة ولا يصح حديث ابن أبي مليكة قال البخاري : ما أعجب حديث معمر عن غير الزهري فإنه لا يكاد يوجد فيه حديث صحيح اهـ . فأفاد بذلك أن فيه ضعفاً أو انقطاعاً فاقتطاع المصنف لذلك من كلامه وحذفه من سوء التصرف وإسحاق الديري يستبعد لقيه لعبد الرزاق كما أشار إليه ابن عدي وأورده الذهبي في الضعفاء .
خالق الناس ياعبد الله بخلق حسن لاغلو ولاإفراط :
9 ــ اتق الله حيثما كنت و أتبع السيئة الحسنة تمحها و خالق الناس بخلق حسن .
قال السيوطي : (د حم ت ك هب) عن أبي ذر (حم ت هب) عن معاذ (ابن عساكر) عن أنس.
قال الألباني : (حسن) انظر حديث رقم: 97 في صحيح الجامع.
الشـــــرح :
قال المناوي :
( اتق الله ) بامتثال أمره وتجنب نهيه ( حيثما كنت ) أي وحدك أو في جمع فإن كانوا أهل بغي أو فجور فعليك بخويصة نفسك أو المراد في أي زمان ومكان كنت فيه رآك الناس أم لا فإن الله مطلع عليك واتقوا الله إن الله كان عليكم رقيباً ، والخطاب لكل من يتوجه إليه الأمر فيعم كل مأمور وأفراد الضمير باعتبار كل فرد وما زائدة بشهادة رواية حذفها وهذا من جوامع الكلم فإن التقوى وإن قل لفظها كلمة جامعة فحقه تقدس أن يطاع فلا يعصى ويذكر فلا ينسى ويشكر فلا يكفر بقدر الإمكان ، ومن ثم شملت خير الدارين إذ هي تجنب كل منهي عنه وفعل كل مأمور به فمن فعل ذلك فهو من المتقين الذين أثنى عليهم في كتابه المبين ثم نبه على تدارك ما عساه يفرط من تقصيره في بعض الأوامر والتورط في بعض النواهي فقال ( واتبع ) بفتح الهمزة وسكون المثناة فوق وكسر الموحدة ألحق ( السيئة ) الصادرة منك صغيرة وكذا كبيرة كما اقتضاه ظاهر الخبر والحسنة بالنسبة إليها التوبة منها فلا ملجئ لقصره على الصغيرة كما ظن وأيا مّا كان فالحسنات تؤثر في السيئات بالتخفيف منها يعني ألحق ( الحسنة ) إياها صلاة أو صدقة أو استغفاراً أو تسبيحاً أو غيرها ( تمحها ) أي السيئة المثبتة في صحيفة الكاتبين وذلك لأن المرض يعالج بضده كالبياض يزال بالسواد وعكسه { إن الحسنات يذهبن السيئات } يعني فلا يعجزك إذا فرطت منك سيئة أن تتبعها حسنة كصلاة قال ابن عربي : والحسنة تمحو السيئة سواء كانت قبلها أو بعدها وكونها بعدها أولى إذ الأفعال تصدر عن القلوب وتتأثر بها فإذا فعل سيئة فقد تمكن في القلب اختيارها فإذا أتبعها حسنة نشأت عن اختيار في القلب فتمحو ذلك وظاهر قوله تمحها أنها تزال حقيقة من الصحيفة وقيل عبر يه عن ترك المؤاخذة ثم إن ذا يخص من عمومه السيئة المتعلقة بآدمي فلا يمحها إلا الاستحلال مع بيان جهة الظلامة إن أمكن ولم يترتب عليه مفسدة وإلا فالمرجو كفاية الاستغفار والدعاء ( وخالق الناس بخلق ) بضمتين ( حسن ) بالتحريك أي تكلف معاشرتهم بالمجاملة من نحو طلاقة وجه وحلم وشفقة وخفض جانب وعدم ظن السوء بهم وتودد إلى كل كبير وصغير وتلطف في سياستهم مع تباين طباعهم ، يقال فلان يتخلق بغير خلقه أي يتكلف وجمع هذا بعضهم في قوله : وأن تفعل معهم ما تحب أن يفعلوه معك فتجتمع القلوب وتتفق الكلمة وتنتظم الأحوال وذلك جماع الخير وملاك الأمر ...
*** ( حم ت ) في الزهد ( ك ) في الإيمان وقال على شرطهما وأيده وأقره الذهبي واعترض ( هب ) وكذا الضياء في المختارة والدارمي ( عن أبي ذر ) الغفاري وقال الترمذي حسن صحيح ( ابن عساكر ) في تاريخه ( عن أنس ) بن مالك بسند ضعيف ورواه عنه أيضاً الطبراني وغيره فالإسناد الأول صحيح والثاني حسن والثالث ضعيف وأكثر المصنف من مخرجيه إشارة إلى رد الطعن فيه
منقول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق